المغرب يبرز في إشبيلية جهوده لحماية وصون التراث الحساني
📅 الخميس 25 شتنبر 2025 – إشبيلية
قدّم المغرب اليوم الخميس في مدينة إشبيلية الإسبانية جهوده الرائدة في مجال حماية وصون التراث الثقافي الحساني، وذلك خلال مؤتمر دولي نظمته جامعة إشبيلية بشراكة مع مؤسسة الثقافات الثلاث للمتوسط، وبحضور خبراء من أوروبا وأمريكا اللاتينية.
وشكّل هذا اللقاء، الذي يدخل في إطار أشغال شبكة المتخصصين في التراث الإيبرو-أمريكي والمتوسطي، فرصة لاستعراض التقدم الذي حققه المغرب في حماية الموروث الحساني، إلى جانب التحديات التي ما تزال قائمة لضمان نقل هذا التراث الغني إلى الأجيال المقبلة باعتباره مكوناً أساسياً من الهوية الوطنية.
التنمية الاقتصادية والثقافية في الأقاليم الجنوبية
أكد رئيس مركز الصحراء للدراسات والأبحاث حول التنمية وحقوق الإنسان، شيباطا مرابح ربوع، أن الدينامية التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة تنسجم مع استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى جعل التراث المحلي رافعة للتنمية وركيزة للتماسك الاجتماعي.
وأشار إلى أن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية يضع في صلب أولوياته إدماج الثقافة الحسانية في المنظومتين التربوية والإعلامية، عبر إنشاء قنوات وإذاعات جهوية وتنظيم مهرجانات وفعاليات فنية وثقافية تعزز دور المجتمع المدني في حفظ ونقل الموروث.
مبادرات ومشاريع مهيكلة
كما أبرز مرابح ربوع أهمية المشاريع التي تطلقها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي تجمع بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وصون التراث المحلي، مما يجعل من الأقاليم الجنوبية جسراً للتواصل الثقافي والاقتصادي مع إفريقيا وأوروبا والعالم.
من جانبه، استعرض حميد أبوعلاس، رئيس مركز الدراسات الإفريقية-الإيبروأمريكية والأطلسية، المرتكزات الكبرى للرؤية المغربية في مجال إدارة وتثمين التراث الثقافي، مبرزاً أنها تقوم على تعزيز التنوع الثقافي ودعم الديمقراطية المحلية ضمن مقاربة شمولية ومندمجة.
إنجازات بارزة في صون التراث الحساني
وتشمل الإنجازات التي حققها المغرب في هذا المجال:
-
التنصيص الدستوري على الثقافة الحسانية كعنصر أساسي من الهوية الوطنية.
-
إحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.
-
إنشاء مديريات جهوية للثقافة في مدن العيون والداخلة.
-
مشاريع ترميم معالم تاريخية، مثل قصبة آسا.
-
إطلاق مشروع المتحف الوطني للثقافة الحسانية بمدينة العيون.
تعاون دولي لتعزيز حماية التراث
ويُشكل هذا المؤتمر، الممتد على مدى ثلاثة أيام، منصة للحوار حول التشريعات، الترميم، الحفظ والتثمين الاقتصادي والاجتماعي للتراث، بمشاركة خبراء من إسبانيا، إيطاليا، البرتغال، المغرب، المكسيك، كولومبيا، البرازيل، بيرو والأرجنتين، في إطار تعزيز التعاون الدولي وتبادل التجارب.
وبهذه المشاركة، يؤكد المغرب التزامه الراسخ بحماية التنوع الثقافي وتعزيز حضور التراث الحساني كجسر للتلاقي والحوار الحضاري في الفضاء المتوسطي والإفريقي.